ما زالت تباينات الأداء في مجلس الشورى تثير الاستغراب من وقت لآخر بطرح أفكار ومطالبات وتوصيات لا تتناسب مع طبيعة الظروف التي تطرح فيها، أو كونها في الأصل ليست من صميم مهام المجلس كجهة تشريعية تهتم بالقضايا الجوهرية المتعلقة بالصالح العام التي يتطلع المجتمع إلى بحثها. وخلال هذه الفترة بالذات توقعنا أن يكون للمجلس تركيز خاص على تقييم الخطط والاستراتيجيات وطبيعة أداء أجهزة الدولة المختلفة في مواجهة جائحة كورونا، وكذلك بحث التصورات لما ستكون عليه الأوضاع بعد الجائحة ومدى استعدادنا لتجاوزها بأقل الأضرار على الوطن والمواطن.
ذلك ما يتوقعه أي مواطن بسيط، ولكن مجلس الشورى يصر على توسيع الفجوة بينه وبين الواقع، ويصدمنا أحياناً بما لا يخطر على بال، مثل الخبر الذي فاجأتنا به عكاظ يوم أمس في رأس صفحتها الأولى عن مطالبة أحد الأعضاء في جلسة الثلاثاء الماضي بنقل المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية من جدة إلى الرياض بذريعة مبررات غير متماسكة ولا تستقيم مع المنطق ولا تحقق أي مصلحة أو توفر مالاً للدولة أو تحسن أداءً أو يكون لها مردود على آلاف الموظفين العاملين في المؤسسة، ونسي سعادة العضو الكريم أن المؤسسات الكبرى في معظم دول العالم تتوزع على المدن الرئيسية لتصبح من معالمها البارزة ومرتبطة بتأريخها وجزءاً من ذاكرتها، ولست أعلم كيف قفزت هذه الفكرة إلى جدول المجلس في هذا التوقيت بالذات الذي ننشغل فيه بما هو أهم من القضايا الجوهرية.
نتمنى من مجلسنا الموقر أن يكون له دور أكثر نشاطاً وفاعلية في هذه الظروف الاستثنائية، وأن يؤجل الأفكار الهامشية والمواضيع الثانوية إلى وقت آخر لا يكون فيه الوطن مشغولاً بمواجهة قضايا كبرى.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
ذلك ما يتوقعه أي مواطن بسيط، ولكن مجلس الشورى يصر على توسيع الفجوة بينه وبين الواقع، ويصدمنا أحياناً بما لا يخطر على بال، مثل الخبر الذي فاجأتنا به عكاظ يوم أمس في رأس صفحتها الأولى عن مطالبة أحد الأعضاء في جلسة الثلاثاء الماضي بنقل المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية من جدة إلى الرياض بذريعة مبررات غير متماسكة ولا تستقيم مع المنطق ولا تحقق أي مصلحة أو توفر مالاً للدولة أو تحسن أداءً أو يكون لها مردود على آلاف الموظفين العاملين في المؤسسة، ونسي سعادة العضو الكريم أن المؤسسات الكبرى في معظم دول العالم تتوزع على المدن الرئيسية لتصبح من معالمها البارزة ومرتبطة بتأريخها وجزءاً من ذاكرتها، ولست أعلم كيف قفزت هذه الفكرة إلى جدول المجلس في هذا التوقيت بالذات الذي ننشغل فيه بما هو أهم من القضايا الجوهرية.
نتمنى من مجلسنا الموقر أن يكون له دور أكثر نشاطاً وفاعلية في هذه الظروف الاستثنائية، وأن يؤجل الأفكار الهامشية والمواضيع الثانوية إلى وقت آخر لا يكون فيه الوطن مشغولاً بمواجهة قضايا كبرى.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com